2015-09-01

شكرا جزيلا

اولا, المجد, كل المجد لمن اجتمع بها كل صباح, قبل ان ارى اي احد.
لا تكترث لعبوس وجهي الذي تغطيه اثار النوم, ولا لسوء مزاجي وغلاظة صوتي عند الإستيقاظ, تستقبلني كل صباح بترحيب و لا تتغير في معاملتها...
ان تأخرت عليها لا تتذمر. وحتي ان لم التقيها, لا تعند وترحل...
بل تقدر ظروفي و تنتظرني في اليوم التالي بشوق ولهفة, وتحية حارة.
لا تكذب علي, ولا تتصنع, هي صريحة في مرارتها, وقد احببتها كما هي.
اما ميزتها الأكثر اهمية, لا تطلب الكثير, فقط معاملة رقيقة لطيفه والقليل من الصبر...
اضعها علي نار هادئة, واداعبها بمعلقة فضية, واشاهدها تتراقص بهدوء داخل الإناء النحاسي الصغير.
قهوتي الصباحية, انت الوحيدة التي لا يتغير طعمك, ولا تزول لذتك مع مرور الوقت
كل اول رشفة منك كل صباح كأنها اول رشفة ابدا...
وكل يوم اشتاق اليك كسابقه, واكثر قليلا...
ستظل تغريني رائحتك طوال الحياة, واتطلع لتدوم علاقتنا ابد الدهر...
واعدك بأنك اول ما سأطلب عند دخولي الفردوس.

ثانيا, تحية, شكر, وتقدير لهذه الأقلية, من فهموني و تفهموني
; علي عكس كل الباقين.
هناك من فشل في مهمة فهمي بعد بضع محاولات....
وهناك من تسرع واساء فهمي....
وهناك من لم يكترث اصلا.
اما انتم, كنتم تعلمون ما خطبي بدون ان احكي ولا اشكي, وتعبرون عن مخاوفي واحزاني, عن امالي و احلامي, بأدق و ابلغ الطرق.
كتبي وكتابي, ايها الأدباء و الفلاسفة ... لم تتركوني اتلاشى كالدخان من رماد وحدتي.
كنتم الطريق عندما فقدت الخارطة, والمعلمين عندما واجهت امتحانات...
مرشديني في متاهاتي, وحكام الحق و الصواب في صراعاتي الداخلية.
انتم اهلي و اصدقائي, حفزتموني في خيبات الأمل, وامنتم بي و بقدراتي...

ويا ايتها القصائد والأغاني, شاركتموني ملل طرقاتي, وطول ساعات استحمامي.
اطلتم لحظات الفرح قليلا, وصعبتم لحظات الجرح كثيرا...

انا لا افقد صوابي غاضبا عادة, لأني اعلم كم يسهل ارتكاب الأخطاء وقت الغضب.
افضل الإحتفاظ برباطة جأشي. لكن احيانا, امسي علي شفى الإنهيار, او بالأحرى الإنفجار...
اكثر البراكين تدميرا تلك التي تبقى خامدة لعصور طويلة, تغلي بالداخل بدون علم احد.
لكنها تفضل الصبر والإحتفاظ بحممها لنفسها....
ومن حسن حظي, هناك ما الجأ الية في نوبات ثوراني تلك, الأثقال الحديدية.
لا تحتوي غضبي فقط, بل تستغله كطاقة معي وليست ضدي.
كثيرة هي المرات التي اكون فيها قيد عقلة اصبع من الإنفجار في الناس و كل شئ...
و كثيرون هم من يضغطون علي بأنانيتهم و غبائهم و جشعهم...
 اذهب لتلك الأثقال الحديدية حينها,وبالرغم من انهم يروا عنف لا يراه اقرب الناس مني, لا يخذلوني  ابدا, يتركوني انفس عن غضبي كما شئت, ولا يأخذونه بطريقة شخصية بحساسية.
فيهدأ روعي و استعيد صبري.
 
يتبع....