في هذا المقال سيتم تقييم و تحليل
كتاب " اسطورة الأدب الرفيع " للدكتور علي الوردي.
لنبدأ بنبذة عن د. الوردي ستفيد في التقييم والتحليل: هو عالم اجتماع و مؤرخ عراقي ولد عام 1913, حصل على الماجستير و الدكتوراه في العلوم الإجتماعية من جامعة تكساس الأمريكية, و توفى عام 1995.
اشتهر الوردي بكتاباته " المثيرة للجدل " في مجال التاريخ و الأجتماع و الأدب, و كان هذا بسبب نظرته التقدمية لتلك المجالات. بالإضافة الى انة يعتبر من الرموز العلمانية العربية, وكما جرت العادة, يصاب العرب بالجنون عند سماعهم الفاظ مثل علمانية او ليبرالية و ينهالون على الناطق بها بالنقد المبدئي و الشخصي و " الأهلي " ايضا.
تركيبيا الكتاب عبارة عن مقالات مجمعة للدكتور الوردي و الدكتور عبد الرزاق محيي الدين, و هو باحث ادبي و اسلامي.
المقالات نشرت في الصحف في الأصل, ثم تم تجميعها في هذا الكتاب.
تدور في صفحات الكتاب الحرب التقليدية و الأزلية بين التقدميين و الرجعيين او الأصوليين, لكن في هذا مرة ليست الحرب عن السياسة او الإقتصاد و لكن عن اللغة العربية.
يمثل د. محيي الدين التيار الاصولي حيث ينظر للغة العربية نظرة النحاة والبلاغيين, و هي نظرة اغلب المسؤولين في مجامع اللغة العربية.
اما د. الوردي يمثل التيار التقدمي المتحرر, و بما انة في الأصل عالم اجتماع, ينظر هو للغة العربية ( او اي لغة اخرى ) نظرة عملية بحته.
لنبدأ بعرض اهم الأفكار في الكتاب.
*ملحوظة: ترتيب الأفكار عشوائي و قد لا يتطابق مع تسلسل عرضها في الكتاب.
أ- افكار د.محيي الدين:
1- يؤكد د.محيي الدين ان الدعوة " للإصلاح " و تجديد و تبسيط اللغة العربية ليست دعوة جديدة, بل كانت احد اهم قواعد البلاغيين منذ الف سنة. و يظن ان ليس من حق اي شخص " غير خبير" في اللغة العربية نقدها و المطالبة بتعديلها.
و يرى ان عملية التبسيط و الإصلاح يجب ان تكون عبر الطرق " الشرعية " ممثلة في المجامع اللغوية.
2- يرى محيي الدين ان اللهجات العامية منعت الأمة العربية من الحصول على لغة موحدة ( العربية الفصحى ) يتحدث و يتعامل بها مئات الملايين في ارجاء الوطن العربي.
3- يحاجج الدكتور ان الشعر العربي التراثي لا يسهل على اي قارئ " عادي " فهمة و استيعابه, و يرى ان هذه ميزة لشعر التراث.
4- يؤكد د.محيي الدين ان الشعر العربي يعتبر اهم مراجع التاريخية للأمة العربية الجاهلية و الحديثة, و يسمي شعر التراث بــ" توراة الأمة ".
5- يرى الدكتور محيي الدين ان الشعراء هم اصحاب رسالة فنية, يعبرون عن المطلوب بأسلوب فني, لذلك لا يجب ان يعتنقوا اي مذاهب فكرية او اخلاقية. و يضيف " الشاعر شاعر قبل اي شئ اخر ".
بالتالي لا يجب ان يحاسبوا على تناقضات اعمالهم " الفنية ", و من حق الشاعر ان يخرج عن رأيه, و ان يمدح شخص في قصيدة و يأتي في اليوم التالي و يذمه في قصيدة اخرى.
6- قواعد النحو و الصرف هي اساسية في اعراب الجمل و الكلمات, و اعراب الجمل و الكلمات لا يمكن الإستغناء عنة في فهم اي قطعة ادبية. بالتالي قواعد النحو والصرف جزء لا يتجزء من اللغة العربية و لا يمكن الإستغناء عنها.
ب- أفكار د. علي الوردي
1- كثرة القواعد النحوية و تعقيدها تأخذ حيز كبير من مجهود الأدباء, فيشتت تركيزهم بين الأفكار والمعاني التي يودون طرحها و بين تجنب الوقوع في اخطاء نحوية قد " يسلخهم " النحويين نقدا بسببها.
تلك القواعد النحوية تعوق و تكبل خصيصا الخطباء, الذين يريدون الإسترسال والإرتجال في خطبهم للأثارة حماس السامعين, عوضا عن قراءة خطبة مسجلة مسبقا على الورق.
2- يؤكد د. علي الوردي ان دعوته لإصلاح و تبسيط اللغة العربية ليست دعوة الي تحويل الفصحى للعامية, انما هي دعوة لتجريد لغتنا من الكلمات الغامضة و المترادفات الزائدة عن الازم, مما سيزيد اللغة عملية و ييسر على القراء. و يضيف:
" اني لا احب ان يحمل القارئ مع كل كتاب يقرؤه قاموسا. و لا اريد ان يدقق في كل جملة لكي يفهم ما خرج من بطن الكاتب فيها. فوقت القارئ اليوم أضيق من أن يبذرة في ذللك . وأن نحن أصررنا على التعالي عليه بأسلوبنا اضطر الى تركنا والي البصاق علينا ". كما يشير ان كل المم الأخرى تحاول دائما تحديث و تبسيط اللغة للتيسير على اصحابها و لجعلها تواكب العصر و تلائم المجتمع.
اما العرب ( ممثلين في اللغوين و البلاغيين من مجامع اللغة العربية ) يحاربون التقدم ويسعون جاهدين لإبقاء اللغة على حالها, كما وضعت من مئات السنين.
3- " الكتابة فن كسائر الفنون. والإجادة فيها تنتج عن المران و الموهبة أكثر مما تنتج عن حفظ القواعد والتزام القيود ".
يوضح الوردي هنا ان الكاتب لا يحتاج بالضرورة الى " علوم " البلاغة و المعاني لكي يستطيع انتاج روائع ادبية, و يبرهن قولة بالسؤال: " أكان أدباء العالم الكبار مطلعين على علم المعاني حين أنتجوا تلك الروائع الأدبية الكبرى ؟ ".
يذكر الدكتور ايضا ان اللغات الحية لا يوجد بها علما يسمى علم المعاني, لهذا يدرس الأدباء ( اصحاب اللغات غير العربية ) معاني الحياة عوضا عن علم المعاني, و يستخرجون منها روائع الأدب.
4- ينتقد الوردي القافية التي تعتبر اهم خصائص الشعر العربي. يعترف انها تجعل الموسيقية اللحنية لكنها مجددا تشتت تركيز الشعراء بين المعاني و بين اتباع القافية. و يستشهد في حجته بقتباس للشاعرة نازك الملائكة: " انها كانت دائما هي العائق, فما يكاد الشاعر ينفعل و تعتريه الحالة الشعرية, يمسك القلم, فيكتب بضعة ابيات, حتى يبدأ محصولة من القوافي يتقلص, فيروح يوزع ذهنه بين التعبير عن انفعاله, و التفكير في القافية, وسرعان ما تغيض الحالة الشعرية و تهمد فورتها, ويمضي الشاعر يصف الكلمات ويرص القوافي دون حس ".
5- يرى دائما اساتذة اللغة العربية ان كثرة المرادفات في المعنى الواحد تعتبر من نقاط قوة اللغة العربية.
اما د. الوردي يرى انها خاصية تضع حمل ثقيل على القراء العرب, فيتوجب عليهم الإلمام بعشرات المرادفات لكل كلمة لضمان فهمها عند قراءتها, وان لم يرغب القراء في حفظ المرادفات, ينبغي عليهم حمل قاموس معاني اثناء قراءة اي قطعة عربية, واضاعة وقتهم في البحث عن الكلمات و معناها في القاموس.
وهنا تتحول مرونة اللغة المزعومة لميوعة, و البلاغة تشتيت. ويذكر الوردي هنا على سبيل المثال ان من السخافة ان نجد الف مرادف للسيف, و خمسمائة للأسد, و الف مرادف للبعير. جدير بالذكر ان المرادفات للكلمات المذكورة لا تعني انواع متعددة منها. ان اخذنا " ثعبان " مثلا فهناك 200 مرادف للكلمة مثل: ثعبان, افعى, حية, حريش, حنش ... الخ.
وكل مرادف منهم يعني فقط ثعبان و لا يدل على نوع الثعبان مثل كوبرا اناكوندا الخ.
لنبدأ بنبذة عن د. الوردي ستفيد في التقييم والتحليل: هو عالم اجتماع و مؤرخ عراقي ولد عام 1913, حصل على الماجستير و الدكتوراه في العلوم الإجتماعية من جامعة تكساس الأمريكية, و توفى عام 1995.
![]() |
| صورة للدكتور علي الوردي |
اشتهر الوردي بكتاباته " المثيرة للجدل " في مجال التاريخ و الأجتماع و الأدب, و كان هذا بسبب نظرته التقدمية لتلك المجالات. بالإضافة الى انة يعتبر من الرموز العلمانية العربية, وكما جرت العادة, يصاب العرب بالجنون عند سماعهم الفاظ مثل علمانية او ليبرالية و ينهالون على الناطق بها بالنقد المبدئي و الشخصي و " الأهلي " ايضا.
تركيبيا الكتاب عبارة عن مقالات مجمعة للدكتور الوردي و الدكتور عبد الرزاق محيي الدين, و هو باحث ادبي و اسلامي.
المقالات نشرت في الصحف في الأصل, ثم تم تجميعها في هذا الكتاب.
تدور في صفحات الكتاب الحرب التقليدية و الأزلية بين التقدميين و الرجعيين او الأصوليين, لكن في هذا مرة ليست الحرب عن السياسة او الإقتصاد و لكن عن اللغة العربية.
يمثل د. محيي الدين التيار الاصولي حيث ينظر للغة العربية نظرة النحاة والبلاغيين, و هي نظرة اغلب المسؤولين في مجامع اللغة العربية.
اما د. الوردي يمثل التيار التقدمي المتحرر, و بما انة في الأصل عالم اجتماع, ينظر هو للغة العربية ( او اي لغة اخرى ) نظرة عملية بحته.
لنبدأ بعرض اهم الأفكار في الكتاب.
*ملحوظة: ترتيب الأفكار عشوائي و قد لا يتطابق مع تسلسل عرضها في الكتاب.
أ- افكار د.محيي الدين:
1- يؤكد د.محيي الدين ان الدعوة " للإصلاح " و تجديد و تبسيط اللغة العربية ليست دعوة جديدة, بل كانت احد اهم قواعد البلاغيين منذ الف سنة. و يظن ان ليس من حق اي شخص " غير خبير" في اللغة العربية نقدها و المطالبة بتعديلها.
و يرى ان عملية التبسيط و الإصلاح يجب ان تكون عبر الطرق " الشرعية " ممثلة في المجامع اللغوية.
2- يرى محيي الدين ان اللهجات العامية منعت الأمة العربية من الحصول على لغة موحدة ( العربية الفصحى ) يتحدث و يتعامل بها مئات الملايين في ارجاء الوطن العربي.
3- يحاجج الدكتور ان الشعر العربي التراثي لا يسهل على اي قارئ " عادي " فهمة و استيعابه, و يرى ان هذه ميزة لشعر التراث.
4- يؤكد د.محيي الدين ان الشعر العربي يعتبر اهم مراجع التاريخية للأمة العربية الجاهلية و الحديثة, و يسمي شعر التراث بــ" توراة الأمة ".
5- يرى الدكتور محيي الدين ان الشعراء هم اصحاب رسالة فنية, يعبرون عن المطلوب بأسلوب فني, لذلك لا يجب ان يعتنقوا اي مذاهب فكرية او اخلاقية. و يضيف " الشاعر شاعر قبل اي شئ اخر ".
بالتالي لا يجب ان يحاسبوا على تناقضات اعمالهم " الفنية ", و من حق الشاعر ان يخرج عن رأيه, و ان يمدح شخص في قصيدة و يأتي في اليوم التالي و يذمه في قصيدة اخرى.
6- قواعد النحو و الصرف هي اساسية في اعراب الجمل و الكلمات, و اعراب الجمل و الكلمات لا يمكن الإستغناء عنة في فهم اي قطعة ادبية. بالتالي قواعد النحو والصرف جزء لا يتجزء من اللغة العربية و لا يمكن الإستغناء عنها.
ب- أفكار د. علي الوردي
1- كثرة القواعد النحوية و تعقيدها تأخذ حيز كبير من مجهود الأدباء, فيشتت تركيزهم بين الأفكار والمعاني التي يودون طرحها و بين تجنب الوقوع في اخطاء نحوية قد " يسلخهم " النحويين نقدا بسببها.
تلك القواعد النحوية تعوق و تكبل خصيصا الخطباء, الذين يريدون الإسترسال والإرتجال في خطبهم للأثارة حماس السامعين, عوضا عن قراءة خطبة مسجلة مسبقا على الورق.
2- يؤكد د. علي الوردي ان دعوته لإصلاح و تبسيط اللغة العربية ليست دعوة الي تحويل الفصحى للعامية, انما هي دعوة لتجريد لغتنا من الكلمات الغامضة و المترادفات الزائدة عن الازم, مما سيزيد اللغة عملية و ييسر على القراء. و يضيف:
" اني لا احب ان يحمل القارئ مع كل كتاب يقرؤه قاموسا. و لا اريد ان يدقق في كل جملة لكي يفهم ما خرج من بطن الكاتب فيها. فوقت القارئ اليوم أضيق من أن يبذرة في ذللك . وأن نحن أصررنا على التعالي عليه بأسلوبنا اضطر الى تركنا والي البصاق علينا ". كما يشير ان كل المم الأخرى تحاول دائما تحديث و تبسيط اللغة للتيسير على اصحابها و لجعلها تواكب العصر و تلائم المجتمع.
اما العرب ( ممثلين في اللغوين و البلاغيين من مجامع اللغة العربية ) يحاربون التقدم ويسعون جاهدين لإبقاء اللغة على حالها, كما وضعت من مئات السنين.
3- " الكتابة فن كسائر الفنون. والإجادة فيها تنتج عن المران و الموهبة أكثر مما تنتج عن حفظ القواعد والتزام القيود ".
يوضح الوردي هنا ان الكاتب لا يحتاج بالضرورة الى " علوم " البلاغة و المعاني لكي يستطيع انتاج روائع ادبية, و يبرهن قولة بالسؤال: " أكان أدباء العالم الكبار مطلعين على علم المعاني حين أنتجوا تلك الروائع الأدبية الكبرى ؟ ".
يذكر الدكتور ايضا ان اللغات الحية لا يوجد بها علما يسمى علم المعاني, لهذا يدرس الأدباء ( اصحاب اللغات غير العربية ) معاني الحياة عوضا عن علم المعاني, و يستخرجون منها روائع الأدب.
4- ينتقد الوردي القافية التي تعتبر اهم خصائص الشعر العربي. يعترف انها تجعل الموسيقية اللحنية لكنها مجددا تشتت تركيز الشعراء بين المعاني و بين اتباع القافية. و يستشهد في حجته بقتباس للشاعرة نازك الملائكة: " انها كانت دائما هي العائق, فما يكاد الشاعر ينفعل و تعتريه الحالة الشعرية, يمسك القلم, فيكتب بضعة ابيات, حتى يبدأ محصولة من القوافي يتقلص, فيروح يوزع ذهنه بين التعبير عن انفعاله, و التفكير في القافية, وسرعان ما تغيض الحالة الشعرية و تهمد فورتها, ويمضي الشاعر يصف الكلمات ويرص القوافي دون حس ".
5- يرى دائما اساتذة اللغة العربية ان كثرة المرادفات في المعنى الواحد تعتبر من نقاط قوة اللغة العربية.
اما د. الوردي يرى انها خاصية تضع حمل ثقيل على القراء العرب, فيتوجب عليهم الإلمام بعشرات المرادفات لكل كلمة لضمان فهمها عند قراءتها, وان لم يرغب القراء في حفظ المرادفات, ينبغي عليهم حمل قاموس معاني اثناء قراءة اي قطعة عربية, واضاعة وقتهم في البحث عن الكلمات و معناها في القاموس.
وهنا تتحول مرونة اللغة المزعومة لميوعة, و البلاغة تشتيت. ويذكر الوردي هنا على سبيل المثال ان من السخافة ان نجد الف مرادف للسيف, و خمسمائة للأسد, و الف مرادف للبعير. جدير بالذكر ان المرادفات للكلمات المذكورة لا تعني انواع متعددة منها. ان اخذنا " ثعبان " مثلا فهناك 200 مرادف للكلمة مثل: ثعبان, افعى, حية, حريش, حنش ... الخ.
وكل مرادف منهم يعني فقط ثعبان و لا يدل على نوع الثعبان مثل كوبرا اناكوندا الخ.
6- بشأن محاججة د. محي الدين التي
تزعم ان الأعراب لا يمكن الإستغناء عنه في فهم اي قطعة ادبية, يبرهن د. الوردي خطأ
تلك المحاججة مستشهدا بالصحافة و الطباعة الحديثة. حيث تكون اغلب الكتابات بدون
اعراب عدي بضع كلمات في كل صفحة, و مع ذلك لا يواجه القراء اي مشكلة في فهم تلك
الكتابات بدون الأعراب و التشكيل.
7- بخصوص اللغات العامية في الوطن العربي, يرى د. الوردي ان التعقيد المبالغ فيه لقواعد النحو والصرف يعتبر سبب رئيسي في نفور العرب من التحدث بالفصحى و اتجاههم الى استخدام لهجات موازية له ( اللهجات العامية ).
كما يستعجب اراء اللغويين الذين يريدون توحيد لغة الوطن العربي و القضاء على اللهجات العامية, لكنهم في الوقت ذاته يرفضون تبسيط و تطوير اللغة مما يمنع الشعوب العربية من الإستفادة من ميزة تحدث مئات الملاين من العرب بنفس اللسان.
8- يشير د. الوردي الي ضرر اخر يسببه التعقيد المبالغ فيه للغة العربية, و هي صعوبة تعلمها من قبل غير المتحدثين بها من الأجانب, مما يحدد انتشارها عالميا و يقلل اعداد ترجمات الأدب العربي الي لغات اخرى. بالتالي لا تصل افكار و اعمال الأدباء العرب بعيدا الى خارج الوطن العربي الا نادرا. بالرغم من وجود الكثير من الأدباء العرب بمستويات ابداعية عالية تستحق التقدير و الإنتشار العالمي.
7- بخصوص اللغات العامية في الوطن العربي, يرى د. الوردي ان التعقيد المبالغ فيه لقواعد النحو والصرف يعتبر سبب رئيسي في نفور العرب من التحدث بالفصحى و اتجاههم الى استخدام لهجات موازية له ( اللهجات العامية ).
كما يستعجب اراء اللغويين الذين يريدون توحيد لغة الوطن العربي و القضاء على اللهجات العامية, لكنهم في الوقت ذاته يرفضون تبسيط و تطوير اللغة مما يمنع الشعوب العربية من الإستفادة من ميزة تحدث مئات الملاين من العرب بنفس اللسان.
8- يشير د. الوردي الي ضرر اخر يسببه التعقيد المبالغ فيه للغة العربية, و هي صعوبة تعلمها من قبل غير المتحدثين بها من الأجانب, مما يحدد انتشارها عالميا و يقلل اعداد ترجمات الأدب العربي الي لغات اخرى. بالتالي لا تصل افكار و اعمال الأدباء العرب بعيدا الى خارج الوطن العربي الا نادرا. بالرغم من وجود الكثير من الأدباء العرب بمستويات ابداعية عالية تستحق التقدير و الإنتشار العالمي.
تعتبر هذه اهم الأفكار و النقاشات
التي وردت بالكتاب, لكن جدير بالذكر ان هناك بعض النقاشات الأخرى التي لم اذكرها
في الفقرة السابقة عمدا, لأيماني انها لا تمت للموضوع الرئيسي بصلة. سأذكرها من
باب العلم بالشئ لا اكثر:
1- يحاجج د. على الوردي ان " الشذوذ الجنسي تفشى " بين الشعراء العرب في العصر الأموي و العباسي و العثماني و كان هذا السبب الرئيسي لتحول الضمائر في تلك الحقبة من المؤنث للمذكر, و يدعم محاججته بدلالات تاريخية و امثال ذكرت في مراجع لمؤرخين عرب.
اما رد د. محي الدين كان ان السبب ليس انتشار الشذوذ الجنسي و التغزل بالغلمان, لكنة كان بسبب تأثر الشعر العربي بالنزعة الصوفية التي تخاطب الله بالمذكر و ليس المؤنث. بالإضافة الى خوف الشعراء من اثارة غيرة اهالي النساء الواتي يتم التغزل بهن, بالتالي اعتادوا تحويل الضمائر للمذكر.
شخصيا اظن ان سبب تحويل الضمائر من المؤنث للمذكر في تلك الحقبة هو مزيج من الثلاث اسباب المذكورة في الأعلى.
لكني ارى انها نقطة جدال تاريخية بحته, قد تفيد في مجال جدال اخر, لكن هنا لن يفيد او يضر اثباتها من عدمه في شئ.
2- ينتقد د, الوردي الشعراء العرب في العصر الأموي و العثماني و يصفهم بمنافقين السلاطين و الطغاة, بسبب انخراطهم في التمتع بحفلات القصور, و تسابقهم على مدح السلطان و عائلته لنيل المكافئات و الجوائز.
اما د. محي الدين يرى ان الشعراء في هذه الوقت لم يكن لهم اي قنوات يعرضوا فيها فنهم, بالتالي كانت حفلات السلاطين المتنفس الوحيد لهم في ظل وجود من يقدر فنهم و يبهر بفصاحتهم.
اظن انا ان الموضوع مفروغ منه, الشعراء في القرون الماضية كانوا " اعلاميين " الشعوب, و يكفينا النظر للإعلاميين الي العصر الحديث لنرى بوضوح كم الكذب و التدليس و النفاق الذي يتحدث به معظمهم.
كالعادة بعد عرض اهم الأفكار, سألخص اكثر ما اعجبني و ما لم يعجبني في الكتاب.
أ- ما اعجبني:
كنت دائما استعجب تعقيد اللغة العربية لدرجة اني كنت استسهل تعلم قواعد اللغة الإنجليزية اكثر من قواعد النحو والصرف العربية بالرغم من كون الأخيرة لغتي الأم. و في صغري صدع اساتذة اللغة العربية رأسي بخطابات المديح في " اقوى و افصح لغات العالم " حتى كرهتها. وكنت اسأل نفسي ما الفائدة ان تكون اقوى لغات العالم اذا لم يستطع احد التمكن منها والإستفادة من قوتها سوى المتخصصين بها ؟.
لكن عندما نضجت قليلا ادركت انها مجرد لغة مثل باقي اللغات بها مميزات و عيوب. لكن المشكلة التي لازلت الوم لغتي عليها هي رفضها تقبل اي تغير و تطوير مثل ما يحدث في باقي الغات. اذا اخذنا الإنجليزية على سبيل المثال فقد تطورت بشكل مهول منذ بداية استخلاصها من اللغة اللاتينية حتى عصرنا الحديث, ولا يزال التطور و التعديل فيها يحدث بشكل سنوي تقريبا. دائما تضاف كلمات و تزال اخرى من القواميس الإنجليزية, و يتم تجديد و تبسيط القواعد اللغوية بشكل دوري.
وحتما يعتبر هذا عامل اساسي في انتشار اللغة الإنجليزية عالميا.
لهذا سعدت عندما قرأت " اسطورة الأدب الرفيع " و علمت ان هناك محاولات لتجديد و تبسيط لغتنا و لإزالة عنها الغموض و الرجعية.
ب- ما لم يعجبني:
بالرغم من تحيزي للآراء د. العلي الوردي بشأن اللغة العربية, الا ان هناك بعض النقاط التي افسدت متعتي بالكتاب مثل:
1- التكرار, في كثير من المقالات يتم تكرار بعض الأفكار بدون اضافة اي جديد. وقد وجت ان بعض الأفكار كررت من اول الكتاب لآخرة ثلاث او اربع مرات, وهو ما يزيد من عامل الملل و يضخم في حجم الكتاب اكثر من الازم.
2- الخروج عن الموضوع, في الكثير من المقلات المجمعة في الكتاب, كانت تتم مناقشة مواضيع تاريخية و اجتماعية بحتة, لا تمت لجدال اللغة العربية بصلة. ربما كان رأي الكاتب انها مواضيع مؤثرة, لاكني ارها تفاصيل غير ضرورية. و تطور الأمر حتى وصل الكاتب في اخر بضع مقالات للحديث عن اوضاع الفلاح العراقي و دور الدولة في حل مشاكلة !
3- مصارعة الأدباء و النقاد: ذكر د. على الوردي العديد من النقاد والأدباء الذين يهاجمونه شخصيا, و راح يقتبس من كتاباتهم الإهانات الموجه له, و يرد عليا بطريقة موضوعية او يبادلهم الهجوم.
يمكنني ان اتفهم مدى الضرر الذي قد يسببه الهجوم المتواصل للنقاد على صفحات الجرائد اليومية للأي اديب, لكن خروج موضوع النقاش عن الإختلاف المبدئي ليصل الي الإختلاف الشخصي هو تصرف غير احترافي اطلاقا. بالإضافه الى انها جولات مصارعة مملة جدا.
د. على الوردي ذكر في اكثر من مناسبة انة يؤمن بوجوب المحافظة على وقت و جهد القراء, لذا كان علية تحرير الكتاب وفقا لهذا المبدأ. اظن ان كان بلإمكان ان يصبح الكتاب في ثلثي حجمه على الأكثر, اذا ما تمت تنقيته من التكرار و الخروج عن الموضوع و الصراعات الشخصية.
1- يحاجج د. على الوردي ان " الشذوذ الجنسي تفشى " بين الشعراء العرب في العصر الأموي و العباسي و العثماني و كان هذا السبب الرئيسي لتحول الضمائر في تلك الحقبة من المؤنث للمذكر, و يدعم محاججته بدلالات تاريخية و امثال ذكرت في مراجع لمؤرخين عرب.
اما رد د. محي الدين كان ان السبب ليس انتشار الشذوذ الجنسي و التغزل بالغلمان, لكنة كان بسبب تأثر الشعر العربي بالنزعة الصوفية التي تخاطب الله بالمذكر و ليس المؤنث. بالإضافة الى خوف الشعراء من اثارة غيرة اهالي النساء الواتي يتم التغزل بهن, بالتالي اعتادوا تحويل الضمائر للمذكر.
شخصيا اظن ان سبب تحويل الضمائر من المؤنث للمذكر في تلك الحقبة هو مزيج من الثلاث اسباب المذكورة في الأعلى.
لكني ارى انها نقطة جدال تاريخية بحته, قد تفيد في مجال جدال اخر, لكن هنا لن يفيد او يضر اثباتها من عدمه في شئ.
2- ينتقد د, الوردي الشعراء العرب في العصر الأموي و العثماني و يصفهم بمنافقين السلاطين و الطغاة, بسبب انخراطهم في التمتع بحفلات القصور, و تسابقهم على مدح السلطان و عائلته لنيل المكافئات و الجوائز.
اما د. محي الدين يرى ان الشعراء في هذه الوقت لم يكن لهم اي قنوات يعرضوا فيها فنهم, بالتالي كانت حفلات السلاطين المتنفس الوحيد لهم في ظل وجود من يقدر فنهم و يبهر بفصاحتهم.
اظن انا ان الموضوع مفروغ منه, الشعراء في القرون الماضية كانوا " اعلاميين " الشعوب, و يكفينا النظر للإعلاميين الي العصر الحديث لنرى بوضوح كم الكذب و التدليس و النفاق الذي يتحدث به معظمهم.
كالعادة بعد عرض اهم الأفكار, سألخص اكثر ما اعجبني و ما لم يعجبني في الكتاب.
أ- ما اعجبني:
كنت دائما استعجب تعقيد اللغة العربية لدرجة اني كنت استسهل تعلم قواعد اللغة الإنجليزية اكثر من قواعد النحو والصرف العربية بالرغم من كون الأخيرة لغتي الأم. و في صغري صدع اساتذة اللغة العربية رأسي بخطابات المديح في " اقوى و افصح لغات العالم " حتى كرهتها. وكنت اسأل نفسي ما الفائدة ان تكون اقوى لغات العالم اذا لم يستطع احد التمكن منها والإستفادة من قوتها سوى المتخصصين بها ؟.
لكن عندما نضجت قليلا ادركت انها مجرد لغة مثل باقي اللغات بها مميزات و عيوب. لكن المشكلة التي لازلت الوم لغتي عليها هي رفضها تقبل اي تغير و تطوير مثل ما يحدث في باقي الغات. اذا اخذنا الإنجليزية على سبيل المثال فقد تطورت بشكل مهول منذ بداية استخلاصها من اللغة اللاتينية حتى عصرنا الحديث, ولا يزال التطور و التعديل فيها يحدث بشكل سنوي تقريبا. دائما تضاف كلمات و تزال اخرى من القواميس الإنجليزية, و يتم تجديد و تبسيط القواعد اللغوية بشكل دوري.
وحتما يعتبر هذا عامل اساسي في انتشار اللغة الإنجليزية عالميا.
لهذا سعدت عندما قرأت " اسطورة الأدب الرفيع " و علمت ان هناك محاولات لتجديد و تبسيط لغتنا و لإزالة عنها الغموض و الرجعية.
ب- ما لم يعجبني:
بالرغم من تحيزي للآراء د. العلي الوردي بشأن اللغة العربية, الا ان هناك بعض النقاط التي افسدت متعتي بالكتاب مثل:
1- التكرار, في كثير من المقالات يتم تكرار بعض الأفكار بدون اضافة اي جديد. وقد وجت ان بعض الأفكار كررت من اول الكتاب لآخرة ثلاث او اربع مرات, وهو ما يزيد من عامل الملل و يضخم في حجم الكتاب اكثر من الازم.
2- الخروج عن الموضوع, في الكثير من المقلات المجمعة في الكتاب, كانت تتم مناقشة مواضيع تاريخية و اجتماعية بحتة, لا تمت لجدال اللغة العربية بصلة. ربما كان رأي الكاتب انها مواضيع مؤثرة, لاكني ارها تفاصيل غير ضرورية. و تطور الأمر حتى وصل الكاتب في اخر بضع مقالات للحديث عن اوضاع الفلاح العراقي و دور الدولة في حل مشاكلة !
3- مصارعة الأدباء و النقاد: ذكر د. على الوردي العديد من النقاد والأدباء الذين يهاجمونه شخصيا, و راح يقتبس من كتاباتهم الإهانات الموجه له, و يرد عليا بطريقة موضوعية او يبادلهم الهجوم.
يمكنني ان اتفهم مدى الضرر الذي قد يسببه الهجوم المتواصل للنقاد على صفحات الجرائد اليومية للأي اديب, لكن خروج موضوع النقاش عن الإختلاف المبدئي ليصل الي الإختلاف الشخصي هو تصرف غير احترافي اطلاقا. بالإضافه الى انها جولات مصارعة مملة جدا.
د. على الوردي ذكر في اكثر من مناسبة انة يؤمن بوجوب المحافظة على وقت و جهد القراء, لذا كان علية تحرير الكتاب وفقا لهذا المبدأ. اظن ان كان بلإمكان ان يصبح الكتاب في ثلثي حجمه على الأكثر, اذا ما تمت تنقيته من التكرار و الخروج عن الموضوع و الصراعات الشخصية.
اخيرا, لمن لم يكتفي بالأفكار
الملخصة المذكورة في هذا التقييم, ويريد التعمق في كل فكرة و الإلمام بتفاصيلها.
ولمن رسب في اللغة العربية بسبب النحو و الصرف. انصحكم بقراءة الكتاب كامل لأنة
سيمنحكم المتعة و الفائدة في نفس الوقت.
موقف طريف:
اثناء قراءتي الكتاب ( كنت قد قرأت حوالي نصفة ) تأثرت كثيرا بأسلوب د. علي الوردي الذي يدافع عن القارئ المظلوم الذي يريد فقط ان يستفيد بقليل مما يقرأ. واذا وقع بين يديه كتاب من كتب " التراث " العربي, يصيبه بالإكتئاب من الحذلقة اللغوية و الكلمات الغامضة.
فأردت حينها ان اعبث برسالة للدكتور للأشكره على مدى تفهمه لما يريد " العامة " من القراءة, و اردت ان احكي له قصة مفادها اني في احد الأيام اردت ان استمتع ببعض الشعر, و بعد بحث بضع دقائق على الأنترنت قررت شراء ديوان ابن الفارض.
وكانت مأساة بكل المقايس, فقد شعرت اني اقرأ كتاب مكتوب بالحروف العربية لكن بلغة مختلفة, و كأنة فارسي. كل ما اردت هو ان استمتع ببعض الشعر, لكني اكتشفت ان على قراءة 25 مجلد من المجلدات الضخمة التي تشرح الديوان ذا ال250 صفحة.
وبعد كتابتي لنص الرسالة ( في رأسي ) بحث عن حساب د. على الوردي على الأنترنت, فإكتشفت انة توفى في نفس العام الذي ولدت انا فيه. رحمة الله.
اقتباسات من كتاب " اسطورة الأدب الرفيع " :
- عن الخطبة بين العربية و الغربية: " الخطيب الغربي يرتجل الكلام على رسله وكأنة يتحدث به إلى صديق. انة يريد أن يفهمه المستمعين, وهم يريدون ان يفهموه دون ان يلتفتوا إلى الحركات في أواخر كلماته. أما الخطيب العربي فهو عند الارتجال في خوف دائم. فعقدة النحو تأخذ بخاقه. وحين تستمع إليه تكاد تشعر بأنه لا يقصد التفهيم او التوضيح في كلامه, إنما هو يقصد الحذلقة و التنطع فيه. "
- عن قواعد النحو العويصة: " نرجو من النحاة ان يرشدونا إلى الفائدة التي نجنيها من تعلم القواعد العويصة في موضوع الممنوع من الصرف أو المنادى أو المستثنى بإلا أو ما أشبه. فهم يقولون عن المنادى مثلا إنة يجب ان يبنى على ما يرفع به إذا كان نكرة مقصودة, و يجب أن ينصب إذا كان نكرة غير مقصودة .....
لست أدري ايمتنع أحد عن الأستجابة لندائك إذا وجد فيه خطأ نحوياٌ ؟ إنك تناديه والسلام. وكثيراٌ ما يسمع الحمار النداء ويستجيب له. "
- عن اللغة و اهميتها: " و في رأيي أن التزمت في اللغة والأعتزاز بما فيها من قواعد عتيقة هو الذي يؤدي بلأمة إلى الهلاك. فاللغة وسيلة و ليست غاية, وكلما كانت اللغة أقل غموضا وأدق تعبيراٌ كانت أدعى مساعدة إلى الأمة في كفاحها الراهن. "
- عن الأعمال الأدبية العربية: " من المعروف عن الأمة العربية أنها من أكثر أمم الأرض ولعاٌ بلأدب و انشغالاٌ به, ولكننا من الناحية الأخرى من أقل الأمم إنتاجاٌ للروائع الأدبية الخالدة. فما هو السبب؟ ألا يجوز أن يكون الانهماك في الإعراب و الحذلقة اللفظية من عوامل ذلك ؟ "
موقف طريف:
اثناء قراءتي الكتاب ( كنت قد قرأت حوالي نصفة ) تأثرت كثيرا بأسلوب د. علي الوردي الذي يدافع عن القارئ المظلوم الذي يريد فقط ان يستفيد بقليل مما يقرأ. واذا وقع بين يديه كتاب من كتب " التراث " العربي, يصيبه بالإكتئاب من الحذلقة اللغوية و الكلمات الغامضة.
فأردت حينها ان اعبث برسالة للدكتور للأشكره على مدى تفهمه لما يريد " العامة " من القراءة, و اردت ان احكي له قصة مفادها اني في احد الأيام اردت ان استمتع ببعض الشعر, و بعد بحث بضع دقائق على الأنترنت قررت شراء ديوان ابن الفارض.
وكانت مأساة بكل المقايس, فقد شعرت اني اقرأ كتاب مكتوب بالحروف العربية لكن بلغة مختلفة, و كأنة فارسي. كل ما اردت هو ان استمتع ببعض الشعر, لكني اكتشفت ان على قراءة 25 مجلد من المجلدات الضخمة التي تشرح الديوان ذا ال250 صفحة.
وبعد كتابتي لنص الرسالة ( في رأسي ) بحث عن حساب د. على الوردي على الأنترنت, فإكتشفت انة توفى في نفس العام الذي ولدت انا فيه. رحمة الله.
اقتباسات من كتاب " اسطورة الأدب الرفيع " :
- عن الخطبة بين العربية و الغربية: " الخطيب الغربي يرتجل الكلام على رسله وكأنة يتحدث به إلى صديق. انة يريد أن يفهمه المستمعين, وهم يريدون ان يفهموه دون ان يلتفتوا إلى الحركات في أواخر كلماته. أما الخطيب العربي فهو عند الارتجال في خوف دائم. فعقدة النحو تأخذ بخاقه. وحين تستمع إليه تكاد تشعر بأنه لا يقصد التفهيم او التوضيح في كلامه, إنما هو يقصد الحذلقة و التنطع فيه. "
- عن قواعد النحو العويصة: " نرجو من النحاة ان يرشدونا إلى الفائدة التي نجنيها من تعلم القواعد العويصة في موضوع الممنوع من الصرف أو المنادى أو المستثنى بإلا أو ما أشبه. فهم يقولون عن المنادى مثلا إنة يجب ان يبنى على ما يرفع به إذا كان نكرة مقصودة, و يجب أن ينصب إذا كان نكرة غير مقصودة .....
لست أدري ايمتنع أحد عن الأستجابة لندائك إذا وجد فيه خطأ نحوياٌ ؟ إنك تناديه والسلام. وكثيراٌ ما يسمع الحمار النداء ويستجيب له. "
- عن اللغة و اهميتها: " و في رأيي أن التزمت في اللغة والأعتزاز بما فيها من قواعد عتيقة هو الذي يؤدي بلأمة إلى الهلاك. فاللغة وسيلة و ليست غاية, وكلما كانت اللغة أقل غموضا وأدق تعبيراٌ كانت أدعى مساعدة إلى الأمة في كفاحها الراهن. "
- عن الأعمال الأدبية العربية: " من المعروف عن الأمة العربية أنها من أكثر أمم الأرض ولعاٌ بلأدب و انشغالاٌ به, ولكننا من الناحية الأخرى من أقل الأمم إنتاجاٌ للروائع الأدبية الخالدة. فما هو السبب؟ ألا يجوز أن يكون الانهماك في الإعراب و الحذلقة اللفظية من عوامل ذلك ؟ "

