مؤخرا كنت افكر كيف تسيطر علينا مشاعرنا لا وعييا ؟
كيف تقودنا الي طرق خاطئة وتدفعنا لإتخاذ قرارات غير صائبة ؟
لماذا تتحكم فينا بهذه السهولة ؟ وكيف نتجنب الوقوع تحت تأثيرها ؟
في البادية يجب ان انوه ان المشاعر
التي تدفعنا الي طرق خاطئة لسيت بالضرورة " سلبية ", كالغضب و العند, يمكن ان تكون مشاعر محايدة كالخوف و الوحدة, ممكن حتى ان تكون مشاعر "
ايجابية جدا " كالسعادة او التفاؤل.
ربما يكون هذا المقال الأول في سلسة تناقش بعض هذه الأمثلة المذكورة.
سأتناول في هذا المقال واحدة من اخطر الأمثلة على تلك المشاعر, واكثرها شيوعا, الوحدة.
لماذا وصفت الواحدة بالشعور المحايد ؟ في الواقع احيانا يكون للوحدة وجه ايجابي جدا.
ان تقودك لفعل الخير عندما تفتقد المعاملة الخيرة, بإستخدام مبدأ " فاقد الشئ احسن من يعطيه ". يمكن ايضا ان تقودك للقراءة, احياننا تكون الكتب اكثر من يفهمنا, ويساعدنا, ويكترث لأمرنا.
لكني سأركز علي الجانب السلبي للوحدة لأنة الذي يشكل الخطر بطبيعة الحال.
الواحدة هو الشعور, ان لا احد يفهمك, او يفهمك بالقدر الكافي.
الشعور ان لا احد يكترث لأمرك, لحزنك, لتعبك و لخوفك.
ولا احد يقدر مجهودك, مهما حاولت.
وعلى عكس الثقافة السائدة, الوحيد ليس بالضرورة شخص انطوائي,خجول و مكتئب.
الوحيد ممكن ان يكون شخص اجتماعي جدا, لدية الكثير من الأصدقاء الجيدين والأهل الطيبين. حتي يمكن ان يكون الوحيد في علاقة مع شخص يحبه كثيرا.
لكن في الداخل, يشعر بوحدة شديدة, كالساكن في الصحراء.
المشكلة الحقيقية التي تسبب كل الأزمات, هي ان الوحيد في الأغلب يرفض الإعتراف بوحدته, لنفسه, او للأخرين, ربما لأنه يرى في ذللك ضعف. او ربما لكي لا يغضب من حوله للأنهم " غير كافيين ".
لكن كما ذكرت, الوحدة تظل بداخلة, سواء اعترف بها او لا. وهذا التهرب هو ما يدفعة للوقوع تحت سيطرة الوحدة, فيحاول ملأ الفراغ بداخلة لا وعييا من خلال طرق لن تنفعه, و في الأغلب ستضره.
مثال شائع جدا عن هذا, يقع الوحيد في " حب " اول من يقابله, او اول من بالكاد يعجبه. واضع كلمة حب بين قوسين لأنه حب سرابي.
تعطشه لإيجاد من يشاركه حياته و يفهم جوانبه المخبأة يعمي بصيرته. بالتالي يكمن ان يرى في من " يحب " اشياء غير موجودة بالمرة.
و يتغاضا الوحيد عن عيوب يمكن ان تكون واضحة جدا, يراها كل الناس الا هو. عيوب في الأغلب لن يتقبلها ان رأها.
فيقييم الوحيد من يحب علي اساس صورة ذهنية لا وجود لها الا في خيالة. مع مرور الوقت و لإقتراب اكثر, تتلاشى هذه الصورة, تاركه خلفها الواقع.
هنا يشعر الوحيد ان تم خداعة, و من خدعة ليس الشخص الأخر, بل هو من خدع نفسة.
وقد تكون المفاجئة متأخرة جدا, بعد وجود علاقة بالفعل, ويحتار الوحيد بين الإنسحاب او الإستمرار خوفا من المواجهة و تأنيب الضمير.
فيمسي اكثر وحدة مما كان, واكثر تعاسة....
ربما يكون هذا المقال الأول في سلسة تناقش بعض هذه الأمثلة المذكورة.
سأتناول في هذا المقال واحدة من اخطر الأمثلة على تلك المشاعر, واكثرها شيوعا, الوحدة.
لماذا وصفت الواحدة بالشعور المحايد ؟ في الواقع احيانا يكون للوحدة وجه ايجابي جدا.
ان تقودك لفعل الخير عندما تفتقد المعاملة الخيرة, بإستخدام مبدأ " فاقد الشئ احسن من يعطيه ". يمكن ايضا ان تقودك للقراءة, احياننا تكون الكتب اكثر من يفهمنا, ويساعدنا, ويكترث لأمرنا.
لكني سأركز علي الجانب السلبي للوحدة لأنة الذي يشكل الخطر بطبيعة الحال.
الواحدة هو الشعور, ان لا احد يفهمك, او يفهمك بالقدر الكافي.
الشعور ان لا احد يكترث لأمرك, لحزنك, لتعبك و لخوفك.
ولا احد يقدر مجهودك, مهما حاولت.
وعلى عكس الثقافة السائدة, الوحيد ليس بالضرورة شخص انطوائي,خجول و مكتئب.
الوحيد ممكن ان يكون شخص اجتماعي جدا, لدية الكثير من الأصدقاء الجيدين والأهل الطيبين. حتي يمكن ان يكون الوحيد في علاقة مع شخص يحبه كثيرا.
لكن في الداخل, يشعر بوحدة شديدة, كالساكن في الصحراء.
المشكلة الحقيقية التي تسبب كل الأزمات, هي ان الوحيد في الأغلب يرفض الإعتراف بوحدته, لنفسه, او للأخرين, ربما لأنه يرى في ذللك ضعف. او ربما لكي لا يغضب من حوله للأنهم " غير كافيين ".
لكن كما ذكرت, الوحدة تظل بداخلة, سواء اعترف بها او لا. وهذا التهرب هو ما يدفعة للوقوع تحت سيطرة الوحدة, فيحاول ملأ الفراغ بداخلة لا وعييا من خلال طرق لن تنفعه, و في الأغلب ستضره.
مثال شائع جدا عن هذا, يقع الوحيد في " حب " اول من يقابله, او اول من بالكاد يعجبه. واضع كلمة حب بين قوسين لأنه حب سرابي.
تعطشه لإيجاد من يشاركه حياته و يفهم جوانبه المخبأة يعمي بصيرته. بالتالي يكمن ان يرى في من " يحب " اشياء غير موجودة بالمرة.
و يتغاضا الوحيد عن عيوب يمكن ان تكون واضحة جدا, يراها كل الناس الا هو. عيوب في الأغلب لن يتقبلها ان رأها.
فيقييم الوحيد من يحب علي اساس صورة ذهنية لا وجود لها الا في خيالة. مع مرور الوقت و لإقتراب اكثر, تتلاشى هذه الصورة, تاركه خلفها الواقع.
هنا يشعر الوحيد ان تم خداعة, و من خدعة ليس الشخص الأخر, بل هو من خدع نفسة.
وقد تكون المفاجئة متأخرة جدا, بعد وجود علاقة بالفعل, ويحتار الوحيد بين الإنسحاب او الإستمرار خوفا من المواجهة و تأنيب الضمير.
فيمسي اكثر وحدة مما كان, واكثر تعاسة....
مثال اخر اكثر خطورة من قبلة, هو
اتجاه الوحيد للوم نفسة عن وحدته. يظن انة شخص سئ لشعوره بالوحدة: " لابد اني
بي خطب ما لهذا لا يكترث احد لأمري, لهذا لا يريد احد الإقتراب مني, و لهذا لا
يحاول احد فهمي.
وقد يكون اللوم بشكل اخر: " انا اشعر بالوحدة برغم من وجود الكثير من المهتمين بي, و الكثير من من يساعدني و يدعمني, انا جاحد غير ممتن لكل هذا ".
هذا اللوم الداخلي والشعور بالذنب يكون بداية لإكتئاب مزمن, فيقع المسكين في دوامة دورية لا تنتهي, يشعر بلإكتئاب لأنة وحيد, ويشعر بالوحدة للأنة مكتئب...
وقد يكون اللوم بشكل اخر: " انا اشعر بالوحدة برغم من وجود الكثير من المهتمين بي, و الكثير من من يساعدني و يدعمني, انا جاحد غير ممتن لكل هذا ".
هذا اللوم الداخلي والشعور بالذنب يكون بداية لإكتئاب مزمن, فيقع المسكين في دوامة دورية لا تنتهي, يشعر بلإكتئاب لأنة وحيد, ويشعر بالوحدة للأنة مكتئب...
الإنتماء من اكثر الأشياء المريحة للنفس البشرية, الإنتماء لمجموعة, لفريق, لدين او اي فكرة جماعية علي وجه العموم. هذا لأن الإنتماء يعطينا شعور بالأمان اتجاه افكارنا, نحن دائما نحتاج للتأكد من مدى " صواب " توجهاتنا مرارا وتكرارا, و ما من طريقة اكثر سهولة و طمئنة من ان نجد مجموعة من الناس تنتهج نفس الأفكار و تسلك نفس الطريق.
لهذا يتجه الوحيد دائما للبحث عن الإنتماء, قد يكون انتماء لتوجه سياسي, طائفة دينية او حتي فريق رياضي ... وهنا يجب ان أكد ان الأنتماء بحد ذاته ان لم ينفع على الأقل لن يضر.
لكن المشكلة ان الوحيد اكثر قابلية للوقوع في فخ التعصب, وهناك فرق شاسع بين الأنتماء والتعصب, الأول يعني الأعجاب بفكرة و وانتهاجها لأنها قد تكون في المجمل افضل من غيرها, اما الأخير يعني ادعاء ان منهجه هو الحقيقة الوحيدة و الصواب المطلق, ويرفض المتعصب اي نوع من النقد لفكرته مهما كان النقد هادئ و منطقي, و يأخذ اي محاولة لمراجعة افكاره بحساسية شديدة تتشكل في كراهية تجاه الناقد.
في الواقع امثلة التعصب لا حصر لها حولنا,دائما نري نقاشات سياسية تنتهي بسباب و لعن, في حين ان كل الإتجاهات السياسية – يمينية, يسارية , رأس مالية, شيوعية, تقدمية, تحفظية – كلها بلا استثناء فشلت في مكان ما او في وقت ما, وهذا يؤكد ان لكل منها ميزاته وعيوبه و لا وجود لتوجه " صحيح".
دائما ايضا نري نقاشات دينية بين ابناء دينين مختلفين او حتي بين ابناء دين واحد او بين مؤمن و ملحد. وفي حين ان – علي سبيل المثال - ايمان المؤمن لن يضر الملحد في شيء, والحاد الملحد لن يضر المؤمن في شيء, تنتهي هذه النقاشات بدعوة قتل و تحليل دم او تصرف بربري من هذا القبيل.
هناك ايضا نوع " اقل خطورة " للتعصب, التعصب الرياضي, ولكنة الحقيقة اكثر نوع يصيبني بالدهشة.
دائما كنت استعجب كيف يمكن ان يخسر اصدقاء بعضهم و تقوم شجارات بالأيدي و تصل ان يقتل ناس بعضهم بسبب مباراة, مباراة لم يلعبوا فيها حتي. او علي الأقل يضيعون بضع ساعات من وقتهم الثمين في مناقشة لماذا لعب المدرب ب4 مدافعين بلا من 5.
وكان الجواب دائما ان هؤلاء يبحثون عن ملء الفارغ الذي في حياتهم, لينتشوا لبضع دقائق بعد الفوز بكأس او دوري.
ويجب ان انوه اني احب ان اشاهد بعض الرياضات و "اشجع " بعض الفرق و اتابع بعض الأبطال, لكني اعرف جيدا انة بهدف التسلية لا غير, ولا تأخذ متابعة الرياضة من وقتي سواء مباراة او اثنين بالكثير في الشهر, وينتهي ارتباطي الفكري بها بعد الفرح لبضع ثواني بعد الفوز.او الحزن لبضع ثواني بعد الخسارة.
طريق مماثل يسلكه الوحيد يشبه قليلا طريق الإنتماء والتعصب, هو هوس المشاهير.
نعجب احياننا بشخصية شخص ما, او بتصرفاته, موهبته, نجاحه او شهرته, ربما نريد ان نصبح مثله, ان نتعلم منه, نعيش حايته او نعيش معة... هذا اعجاب طبيعي لا بأس به, من الطبيعي ان يكون لدينا قدوة او قدوات نعجب بها ونتمنى ان نصبح مثلها.
لكن المشكه تكمن عندما يزيد الأعجاب و يتحول لهوس, وهذا التحول يحدث ببساطة عندما ييأس الوحيد من من حوله فيتجه لخيالة ليعيش حياة افضل.
و يزيد الأمر سوء ان " المشاهير " في زمننا الحالي, اكثر سطحية, تفاهة و عديمو الفائدة اكثر من اي وقت مضى.
فأن اصبت بهوس المشاهير في " عصر النهضة " ربما كنت ستتعلم قيمة الإنسان من فلاسفة مثل مارتن لوثر او توماس موور, او ستتعلم جمال واهمية الفن من بوتوشيلي, او كنت ستنظر للسماء بعيون مختلفة مثل كوبيرنيكوس.
اما الأن ان اصبت بهوس المشاهير, في الأغلب لن تتعلم سوي ان تقدي اغلبية يومك في الإهتمام بجمال بشرتك و انفاق كل ما تملك علي ملابس المصممين العالميين. وستتعلم من فنانيك المفضلين ان تخون زوجك/زوجتك و تدمن المخدرات وتكره شكل جسدك الطبيعي.
ويمكننا ان نجد هذا النوع من الهوس عادة عند الفتيات المراهقات, " تغرم " بفنان (او فنانة ) مشهور ولا تنفك تتابع كل اخباره بكل الوسائل الممكنة, بل وتعيش في احلام يقظة تجمعهم سويا لنيقظها من عالمها القميء, وفي الواقع ان امضت معه المهوسة يوم واحد ستكتشف انة انسان طبيعي يأكل و يغضب ويقدي حاجته وربما يكون حتي اكثر سطحية من الشخص الطبيعي.
وقبل ان يصفني احد بالعنصرية ضد المرأة, كذلك يهوس الشباب دائما بمشاهير عالم الرياضة, ربما تجدهم يملئون غرف نومهم بصور لهم, و قد يصابون بنوبة قلبية ان قابلوهم يوما ما.
سأذكر اخيرا طريق خفي تدفعنا الية الواحدة, تبني الحيوانات.
عندما نمل من البشر نتجه لملأ
حياتنا بكائنات حية مثلنا, لكن اكثر بساطة واكثر طيبة.
بالرغم من ان تبني الحيوانات من أكثر الأشياء انسانية ورحمة, الا ان يجب ان يسأل الوحيد نفسة قبل التورط: " هل لدي الوقت والإمكانيات وراحة البال و تحمل المسؤليه و العلم لأتمكن من ان اهيئ لهذا الحيوان حياة صحية سعيدة ؟ "
من اكثر الأشياء ظلما ان " يتبنى " احد كلبا على سبيل المثال, ويسكنه بيت خشبي متأكل صغير فوق سطح العقار, او يفرش له غطاء قماش في الشرفة, مقيدا بلسلسه حديدية غليظة حول عنقه, لا حديقة يركض فيها, ولا وقت لترك المسكين يعلب و يستخدم طاقته, فيظل الكلب ينبح و يعوي طوال اليوم, وعندما يشتكي الأهل و الجيران ... يرميه " صاحبة " في الشارع.
ناهيك ان بعض الحيوانات " الأليفة " لن تعيش حياة صحية سعيدة الا في موطنها الطبيعي, كالأسماك و الطيور والزواحف, مهما كان الحوض كبير, او القفص واسع, لن يساوي شئ جانب العدة الاف كيلومترات التي تقطعها تلك الحيوانات يوميا في موطنها الطبيعي.
حقيقتا اجد نفسي طوال الوقت عرضة للوقوع في هذا الفخ بالتحديد, خصيصا اني احب الحيوانات بجميع اشكلها, لهذا كلما وردت الي الفكرة, اذكر نفسي بضيق وقتي وكثرة مسؤولياتي.
لقد ذكرت ماهية الوحدة, من يشعر بها, ولماذا والى ماذا تقوده ... لكن كيف يمكننا تفادي الوقوع تحت سيطرتها ؟
اولا, من امهم جدا ان تتذكر ( كلما شعرت بالوحدة ) ان الشعور بالوحدة شئ طبيعي جدا, يشعر به كل اناس بلا استثناء, مهما كانوا اجتماعيين او يعيشون في بيئة داعمة و متعاونة.
ثانيا, كونك تشعر بالواحدة لا يقلل من قدرك, ولا يهين قوتك و استقلاليتك, ولا يعني انك لا تقدر من حولك و ما يفعلوه, وحدتك تعني انك تفتقد لمن يفهمك كليا, يقدر المعارك الصغيرة التي تقودها ضد نفسك وضد العالم, و يشاركك احزانك و افراحك بكل ما فيها ... وهو ما لن تجده ابدا بالمناسبة, ربما ستجد اقرب ما يمكن لهذا المعيار الخالي, لكن لا وجود للكمال هنا, لهذا فالأغلب ستظل تشعر بقليل من الوحدة احيانا طوال حياتك. وهذا ايضا طبيعي جدا. مرحبا بك في الواقع.
ثالثا كن حذر من فخاخ الوحدة, كما ذكرت في الأمثلة, دائما الفخاخ خفية و لا تتوقع انها بسبب الوحدة, و يلزم ان انوه ان لازال هناك الكثير من الطرق الخاطئة التي تدفعنا اليها الوحدة غير الطرق المذكورة, ببساطة لأن كل شخص يستجيب لها بطريقة مختلفة.
رابعا, ان حدث ووقعت في فخ, واكتشفت لاحقا انة بسبب الوحدة المسيطرة عليك, لا تئنب نفسك كثيرا, فالواحدة اقوى واذكى بكثير مما نظن ... وأكد لك انه حتي انا وقعت في كل فخاخ الوحدة مسبقا من الحب السرابي الي احتجاز سمكة ... و بعد الكثير من التأمل و مقال فلسفي طولة 2000 كلمة سأقع ضحية لوحدتي مستقبليا مرارا تكرارا, لكني اتعلم في كل مرة. وهذا ما يهم.
خامسا واخيرا, يجب ان تتعلم استخدام طاقات وحدتك وقيادتها لمنفعتك, بمبدأ الوقاية خير من العلاج ... حاول قيادتها نحو الطرق الإيجابية كالطرق المذكورة في الأعلى.
عندما تشعر بالوحدة لأن لا احد يفهمك, حاول ان تكون اكثر تفهما مع الناس.
عندما يحملك الأخرين اكثر من طاقتك, لا تضغط على الناس بدون رحمة.
عندما لا يقدر احد ما تفعله, كن اكثر تقديرا وامتنانا لأبسط الأشياء.
بالرغم من ان تبني الحيوانات من أكثر الأشياء انسانية ورحمة, الا ان يجب ان يسأل الوحيد نفسة قبل التورط: " هل لدي الوقت والإمكانيات وراحة البال و تحمل المسؤليه و العلم لأتمكن من ان اهيئ لهذا الحيوان حياة صحية سعيدة ؟ "
من اكثر الأشياء ظلما ان " يتبنى " احد كلبا على سبيل المثال, ويسكنه بيت خشبي متأكل صغير فوق سطح العقار, او يفرش له غطاء قماش في الشرفة, مقيدا بلسلسه حديدية غليظة حول عنقه, لا حديقة يركض فيها, ولا وقت لترك المسكين يعلب و يستخدم طاقته, فيظل الكلب ينبح و يعوي طوال اليوم, وعندما يشتكي الأهل و الجيران ... يرميه " صاحبة " في الشارع.
ناهيك ان بعض الحيوانات " الأليفة " لن تعيش حياة صحية سعيدة الا في موطنها الطبيعي, كالأسماك و الطيور والزواحف, مهما كان الحوض كبير, او القفص واسع, لن يساوي شئ جانب العدة الاف كيلومترات التي تقطعها تلك الحيوانات يوميا في موطنها الطبيعي.
حقيقتا اجد نفسي طوال الوقت عرضة للوقوع في هذا الفخ بالتحديد, خصيصا اني احب الحيوانات بجميع اشكلها, لهذا كلما وردت الي الفكرة, اذكر نفسي بضيق وقتي وكثرة مسؤولياتي.
لقد ذكرت ماهية الوحدة, من يشعر بها, ولماذا والى ماذا تقوده ... لكن كيف يمكننا تفادي الوقوع تحت سيطرتها ؟
اولا, من امهم جدا ان تتذكر ( كلما شعرت بالوحدة ) ان الشعور بالوحدة شئ طبيعي جدا, يشعر به كل اناس بلا استثناء, مهما كانوا اجتماعيين او يعيشون في بيئة داعمة و متعاونة.
ثانيا, كونك تشعر بالواحدة لا يقلل من قدرك, ولا يهين قوتك و استقلاليتك, ولا يعني انك لا تقدر من حولك و ما يفعلوه, وحدتك تعني انك تفتقد لمن يفهمك كليا, يقدر المعارك الصغيرة التي تقودها ضد نفسك وضد العالم, و يشاركك احزانك و افراحك بكل ما فيها ... وهو ما لن تجده ابدا بالمناسبة, ربما ستجد اقرب ما يمكن لهذا المعيار الخالي, لكن لا وجود للكمال هنا, لهذا فالأغلب ستظل تشعر بقليل من الوحدة احيانا طوال حياتك. وهذا ايضا طبيعي جدا. مرحبا بك في الواقع.
ثالثا كن حذر من فخاخ الوحدة, كما ذكرت في الأمثلة, دائما الفخاخ خفية و لا تتوقع انها بسبب الوحدة, و يلزم ان انوه ان لازال هناك الكثير من الطرق الخاطئة التي تدفعنا اليها الوحدة غير الطرق المذكورة, ببساطة لأن كل شخص يستجيب لها بطريقة مختلفة.
رابعا, ان حدث ووقعت في فخ, واكتشفت لاحقا انة بسبب الوحدة المسيطرة عليك, لا تئنب نفسك كثيرا, فالواحدة اقوى واذكى بكثير مما نظن ... وأكد لك انه حتي انا وقعت في كل فخاخ الوحدة مسبقا من الحب السرابي الي احتجاز سمكة ... و بعد الكثير من التأمل و مقال فلسفي طولة 2000 كلمة سأقع ضحية لوحدتي مستقبليا مرارا تكرارا, لكني اتعلم في كل مرة. وهذا ما يهم.
خامسا واخيرا, يجب ان تتعلم استخدام طاقات وحدتك وقيادتها لمنفعتك, بمبدأ الوقاية خير من العلاج ... حاول قيادتها نحو الطرق الإيجابية كالطرق المذكورة في الأعلى.
عندما تشعر بالوحدة لأن لا احد يفهمك, حاول ان تكون اكثر تفهما مع الناس.
عندما يحملك الأخرين اكثر من طاقتك, لا تضغط على الناس بدون رحمة.
عندما لا يقدر احد ما تفعله, كن اكثر تقديرا وامتنانا لأبسط الأشياء.