2016-01-24

الحكمة في الفن التجريدي

الفن التجريدي من اكثر انواع الفنون غرابة و غموض, بالأخص لعامة الناس مثلنا, دائما نراه على انه مجرد مجموعة من  الأوان العشوائية كالتي يرسمها الأطفال في الروضة.
وهو ما جعلني اقرر محاولة فهمة, لنبدأ بخلفية صغيرة عن الفن التجريدي و بدايته:

يعتبر عصر النهضة "
Renaissance period  "  ( بين القرن الرابع عشر و القرن السادس عشر ) من اهم المراحل الفنية في التاريخ, تجسد فية المعنى والجمال, للإنسان والطبيعة. وبالتالي تميزت لوحات عصر النهضة بالواقعية, يمثل مناظر طبيعية اخاذة في لوحات ليوناردو دافينشي , جمال البشر في لوحات مايكل انجلو, الأطفال ملائكة بوتوتشيلي.



“ Bacchus and ariadne “ – Titan ( 1523 )


و اختصارا سريعا الي الأمام بالتاريخ, جائت فكرة الفن التجريدي كموجة ثورية جديدة في الفن بعد انتشار موجات سابقة مثل الإنطباعية
“ Impressionism “   و الحوشية  “ Fauvism “ والتكعيبية " Cubism  "
 بدأ الفن التجريدي في الظهور في بداية القرن العشرين, وازدهر في نصفة خصيصا بعد الحرب العالمية الثنية.
وجاء التجريد كفكرة تكسر مبدأ التصوير الفني, جاء كثورة علي اساس فن عصر النهضة, فكرة تقول ان الفن لا يجب ان يمثل شئ بالضرورة.
وهنا يجب ان نميز بين التصوير و المعني او العبرة, سنرى في المقال ان الفن التجريدي ربما لا يصور شئ في الطبيعة, او شئ نراه, لكنة قد يكون مليئ بالمعاني.

يجب العلم ايضا ان هناك الكثير من المدارس و الأساليب في الفن التجريدي, و مثله مثل اي فن, به الجيد و السيء, المبالغ في تقديره والمنسي.
سنرى بعض اشكال الفن التجريدي المختلفة, منها الحديث والقديم.

- التجريد الهندسي "
geometric abstraction ":


“ Composition “ – Piet Mondrian ( 1930 )



- التجريد المائع “ Fluid abstraction “ :



     
“ Abstract water “ – Laura adams Wilson ( 2011 )



لكني سأركز في هذ المقال على التجريد التعبيري " Abstract expressionism ". لأني رأيته اكثر الأنواع جمال و معنى.
التجريد التعبيري يحاول ان يتخطى العالم الخارجي, ليعبر عن العالم الداخلي للإنسان, لهذا عندما ترى لوحة تجريدية, بدلا من ان تسأل نفسك ماذا ارى, اسأل نفسك: بماذا اشعر ؟ متى شعرت بهذه اللوحة بداخلي ؟ متى خضت تجربة مماثلة ؟
كذالك على اللوحة التجريدية المميزة ان تلفت انتباهك, وتجعلك ترغب في ان تنظر اليها طويلا, وستولد ردة فعل عاطفية بداخلك, ربما:

سكون  و دفئ

“ Zone “ Philip guston ( 1954 )


ربما طاقة قوية


“ Energy “ – Serge gharakhanian ( 2012 )




او فوضه مبهجه


“ Interruptions “ – Vera molnar ( 1960)



او ربما تشعر بالوحدة, القلق, الحيرة ... الفن قادر على ان يجعلك تشعر بأي شئ.
احد ميزات التجريد انه يعطيك الكثير من الحرية, لترى ما تريد, وتشعر ما تريد.
جرب ان تجلب بعض الألوان و ورقة بيضاء ( او ربما خضراء ), استرخ ودع لا وعييك يرسم, ربما ستخلق قطعة فنية رائعة, تباع بالملايين, او على الأقل, ربما تدرك بعض جمال الفن التجريدي.
ميزة الفن انة نسبي, فما يعجبك لن يعجب غيرك, و العكس صحيح.

اخيرا, سأضع بعد اللوحات التي اعجبتني اثناء البحث, منها القديم و الحديث.


 

“ Solar rebirth “ – Olivia Alexander ( 2012 )



Robert holyhead ( 2014 )





“ The planet “ – Victor Hugo ( 1866 )




اما هذه , فكانت محاولة مني لأتقط صورة تجريدية للوح كتابة ابيض, ربما سترون فيها ما رأيت, ربما كنت قد اصبت من الملل في محاضرة الفيزياء الكمية...


“ The solution “ – M. Zolfakkar ( 2015 )