لا اعلم كيف تقابلنا، لكنى اذكر اول نظرة التي هدمت واقعى، لم اعد افرق بين الواقع و الأحلام، لم اعد حتى اكترث، كل ما اردته حينها ان انظر الى تلك العينان الى ابد الدهر، لأول مرة لم يزعجني ضعفى، بل كنت سعيداً بضعفي تجاه عيناها ...
لم يكن لدى اى معتقدات روحانية قط، تبدل كل شئ عندما نامت بين ذراعي لأول مرة، وشممت عطر شعرها ... اصبحت على يقين بوجود الملائكة، كائنات من نور توازن بغاضة البشر ... تسللت رائحتها الى صدري فبعثت كل ما مات بداخلي الى الحياه مجدداً ... ثم طلت كل شئ بطبقة ماسية خوفاً من اخطار المستقبل...
هى تعرفني قبل ان تعرفنى، اكثر من كل من عرفوني ... اتذكر حين قالت لى إننا مصنعون من غبار النجوم، قبل حتى ان ترى مكتبتي المليئة بكتب الفضاء و الفلك و قسم كارل ساجن الخاص .. واستدركت " انت نجم ازرق قوى كبير يتحكم بكل شئ حولة ولكن ان إستمررت فى محاربة اللين و الحنان الذى بداخلك ستنهار و تتحول لثقب اسود عملاق ... ستصبح اقوى مما انت علية، لكنك ستقدى على اى فرص للحياة حولك، او بالأحرى ستقدى على كل شئ حولك ... "
اتذكر دخولي المنزل و حدسي يخبرني انها ليست بداخله ... فبدأت مناداة اسمها فى بصوت يزداد عمقاً ويقل علواً حتى صمت كل شئ... انفاسى و شعوري و الوجود ... لقد بكيت وحيداً كثيرا من قبل، لكن هذه المرة كانت الدموع توقظ كل مآسي الماضي و تضاعفها... عاد الى الحياة بعد قتلى له عدة مرات ذالك الإحساس الذى كان يتوقع رحيلها، عاد ليعلن إنتصاره ... ما لم اكن اتوقعه هو الوقت، فالحقيقة لم ادرك ماهية و كيفية و كمية الوقت بجانبها ... كل ما ادركة حالياً انها رحلت بسرعة .....
لماذا رحلت ؟ لا ادرى لماذا ... كانت تحب قرأة القصص القصيرة، ربما ارادت العيش فى واحدة ايضاً ... اما انا فأطمع بالرواية، رواية ابدية *... اصمت عند سماعي الست ام كلثوم " كم اناديك و فى لحنى حنينٌ و دعاء ... " حنين ؟ ماذا ادراكم انتم بالحنين ... تسأليني ما هى امنية عيد ميلادى ... لم يعرف الأعياد من لم يرى بسمتها ... اريد فقط ان اكون برفقتها مجدداً لنصف ساعة ...او اسبوع، يال طمعي ! يكفيني رؤيتها من بعد، ان اتأكد انها سعيدة ولا ينقصها شئ ... هذه هى امينتي.