2016-10-06

رسالة لم تُبعث ابداً



لا ادري لماذا اكتب لك، ولماذا الان بالتحديد ؟ هل غلب الشوق قوتي ؟
هل ستكترثين بما اشعر ؟ كيف وانت لا تشعري ما اشعر، وربما لم و لن تشعري به ابداً.

 انا لا احتاج شئ .... لا منكِ ولا من اي احد.
 لكني اردت فقط إخبارك بإني لا اكرهك.
 فقط اتجاهلك قليلاً ( او هذا ما احاول فعله ) لكنه تصرف بائس مثلي...
 اتجنب النظر داخل عينيكي، كي لا اغرق مجدداً، كما غرقت في كل مرة نظرت فيهما. او ربما اخاف ان تجدي في عيني القليل من العتاب، و الكثير من الحب.
 لكنك لم تري فيها الحب الصافي، فكيف ستريه بعد ان شابه العتاب و العذاب ؟ ام انك رأيته و لم تبالي ؟
 لازلت افقد الوعي حين اللمحك صدفة، فلا ادري ان كنتي امامي في الواقع، ام انه حلم من احلامي الليلية المزعجة، التي سرقت مني راحتي، و خطفت مني نومي.
 لازال قلبي ينبسط عند رؤيتك، ولا ينقبض إلا بعد ان ترحلي، و يظل مقبوضاً... حتى اراكي مجدداً.
 وحين اكون بجانبك، لا اسمح لأي صوت المرور الي اذني، عدا نغمات فمك الساحرة.
 وامنع النفس عن نفسي، كي التقط بعض من ذرات عِطرك الذي ادمنته.

 لكن ... هذه الرغبة بإحتضانك ثم الفناء داخلك، زاحمتها رغبات و مشاعر اخرى.

 اريد الان ان اعضب، و اصرخ في وجهك ...
 اريد ان احاسبك على العذاب الذي اعذبه حين اسمع اسمك، او امر بمكان رأيتك فيه سابقاً.
 لكنك لم ترتكبي اي خطأ، بل لم تفعلي اي شئ ...
 و هذا هو ذنبك وتلك هي تهمتك، انك لم تفعلي اي شئ !
 لا اريد ان تحبيني، اقصد اني لا امانع ... لكني لا اطمح لحبك، و بالتأكيد لا احتاجه !
 كان يكفيني ان تعلمي بحبي و عذابي، هل علمتي به و لم تُعلميني ؟ ام انك بفراقك اجبتيني ؟

 ربما تضحكين الان على ولهي، او تتمنين لو كانت الرسالة من شخص غيري. اما انا فأحاول ان امنع نفسي من ارسالها، و امنع نفسي من تقطيعها، في آن واحد.
 فجزء مني يريد ان يحرقها حتى يتطاير رمادها و رمادي سوياً, لعل الهواء يحمل بعض منا اليكي.
 وجزء اخر يحسد تلك الورقة التي ستلمسها يداك ... سترتعش تحت انافسك الدافئة، وربما ان اكانت شجاعة ( على عكسي ) ستقبل خصال شعرك الفضية.

سأنتظر ردك بفارغ الصبر، لم يعد للصبر بقية، فالحقيقة ... لم يعد مني كلي اي بقية.