" هل سأقرأ هناك ام لا ؟ اي كتاب
سأحتاج ؟ أبدأ رواية جديدة ؟ ام التزم بقائمة الكتب التي يجب قراءتها الخاصة بي ؟
هذا الكتاب ... مر على شرائه سنة و لم افتحه حتى .... لا انة يبدو ممل جدا.
هذا هو الكتاب المثالي, لكنة كبير جدا اين سأضعه و كيف سأحمله ! "
دائما اواجه هذه المُعضلة عند توضيب حقيبتي قبل السفر...
في نهاية المطاف كنت اصل الى احد الحلول التالية:
1-اأخذ 3 او 4 كتب مختلفة لكي تزيد اختياراتي ... و في الأغلب عند الوصول تصيبيني الحيرة مجددا فلا اقرأ اي من الكتب التي اثقلت بها حقيبتي.
2- اقرر اني لن اقرأ هناك, فأرجع و اندم على القرار الغبي عندما يصيبني الملل.
هذا الكتاب ... مر على شرائه سنة و لم افتحه حتى .... لا انة يبدو ممل جدا.
هذا هو الكتاب المثالي, لكنة كبير جدا اين سأضعه و كيف سأحمله ! "
دائما اواجه هذه المُعضلة عند توضيب حقيبتي قبل السفر...
في نهاية المطاف كنت اصل الى احد الحلول التالية:
1-اأخذ 3 او 4 كتب مختلفة لكي تزيد اختياراتي ... و في الأغلب عند الوصول تصيبيني الحيرة مجددا فلا اقرأ اي من الكتب التي اثقلت بها حقيبتي.
2- اقرر اني لن اقرأ هناك, فأرجع و اندم على القرار الغبي عندما يصيبني الملل.
لكن بالتجربة و الخطأ, وصلت الي
ثلاث عوامل اساسية ساعدوني على اتخاذ قرارات صائبه ( نوعا ما ) بشأن الكتب التي ستسافر
معي في اخر بضع رحلات. و هم:
- وسيلة التنقل
- وجهة السفر
- مدة السفر
لكن على ان " اتفلسف " قليلاً وانصح النصيحة التالية قبل ان ابدأ في شرح كل من العوامل بالتفصيل:
ان كنت ستسافر مكان جديد ( سواء داخل او خارج البلد التي تقيم بها ) و ان كانت مدة سفرك قصيرة نسبياً ( اي اسبوع او اقل ) انصحك بأخذ " إستراحة " من القراءة, او بالأحرى عدم مضيعة هذا الوقت القصير الثمين في القراءة.
قد تبدو هذه النصيحة غريبة – خصيصاً من قرائ شره مثلي – لكن الحقيقة ان احد الفوائد العديدة التي تقدمها لنا القراءة هي ان نتعرف على ثقافات مختلفة, و نقابل اشخاص جدد, ونذهب الي اماكن لم نذهب اليها من قبل...
وبما انك ( اثناء السفر ) لديك الفرصة المثالية لفعل كل هذا, لماذا لا تستمتع به في الواقع عوضا عن الإستمتاع به على الورق ؟
فلتذهب وتتجول في هذه المدينة و ترى اماكن جديدة, ولا بأس ان تضيع قليلا. قابل اناس جدد واسألهم عن ميزات و عيوب العيش في هذا المكان. ثم انهي الجولة بوجبة شهية من احد المطاعم الشعبية المشهورة في المنطقة.
اظن انك بهذا ستستغل كل دقيقة للإستمتاع برحلتك و إثراء تجربتك.
لكن بما ان السفر لا يكون دائما الى اماكن جديدة او " مثيرة ", كما ان هناك بعض العوامل التي قد تمنع المسافر في التجوال بعيدا عن محل إقامته كحالة الجو او الأمان ( او بالأحرى عدمه ) ... تكون القراءة احيانا خيار ممتاز اثناء السفر.
لذا فلنبدأ بتوضيح العوامل الثلاث الذين ذكرتهم سابقاً.
1- وسيلة التنقل: سيساعدك كتاب جيد في قتل الوقت و تخطي الملل ان كنت ستسافر برا ( بالسيارة او القطار ... الخ ) و خصيصا ان كانت الرحلة ستستغرق ساعات طويلة.
و في هذه الحالة انصح بإحضار رواية كرفيق في الطريق, فمعظم الروايات تحمل عنصر الإثارة, مما سيساعدك على نسيان النظر للساعة والأنهماك في القراءة بنهم صفحة تلو الأخرى.
وقد مررت بتلك التجربة اثناء سفري ( وحيدا ) من القاهرة الى مدينة دهب بجنوب سيناء, حيث يستغرق الوصول برا من 8-9 ساعات. و برغم من اني غفوت قليلاً و تأملت الصحراء قليلاً الا اني انتهيت من قراءة رواية كاملة من البداية الي النهاية ( 250 صفحة تقريباً ) في طريق الذهاب فقط.
2- وجهة السفر: وهنا اقصد البيئة و الجو, قد يبدو عامل غير مؤثر على نوعية ما تقرائه لكن وضع البيئة المحيطة في الحسبان عند اخيار الكتاب سيضيف للإثنان ( المكان و الكتاب ) الكثير من السحر.
وللتوضيح سأذكر تجربتي في نفس الرحلة المذكورة سابقاً.
كنت قد احضرت كتاب " شخصيات حية من الأغاني " ( يمكنك قراءة تقييمي للكتاب من هنا ) معي للرحلة, وعندما بدأت بالقراءة وجدت ان معظم احداث القصص في الكتاب تدور في الصحراء العربية, حيث يتم وصف الجفاف و حرارة الشمس و الطبيعة البدوية و ما الى ذالك.
وكنت حينها اخيم في احدى الأماكن النائية ( محمية طبيعية على ساحل البحر الأحمر ), لذا بدا ان الكتاب يصف الشمس فوق رأسي و الجبال التي خلفي و الرمال تحت قدمي, مدى تشابه البيئة في الكتاب و البيئة في الواقع جعل الخيال و الحقيقة يمتزجان بطريقة ساحرة جعلتني اشعر كأني بطل من ابطال القصص.
ولا اظن اني كنت سأمر بتجربة مماثلة ان كنت قرأت رواية تدور احداث قصتها في موسكو مثلاً.
لذا في حالة اختيار الروايات او القصص القصيرة, انصح بإختيار كتاب تدور احداثه في بيئة مشابه لوجهة الرحلة. مثلاً ان كنت ستذهب لمكان ساحلي يمكنك ان تختار كتاب تدور احداثة على جزيرة.
3- مدة السفر: وهنا سأفترض اننا نقرأ لهدفين فقط, المتعة و الفائدة.
( اعلم ان الإفتراض قد يكون غير دقيق لكن هدفه هو التبسيط. )
وللأسف الكتب التي تقدم المتعة و الفائدة في ذات الوقت نادره جداً, لذا علينا في معظم الحالات التنازل عن المتعة في سبيل الفائدة او العكس.
لكن اثناء السفر, في الأغلب نريد ان نسترخي و نستمتع بوقتنا و نتجنب اي ضغوطات, بالتالي يجب ان نوظف الكتب ايضاً بالطريقة الصحيحة لتحقيق هذا.
اي ان لا بأس ان نهمل بعض الكتب المفيدة كالمراجع التاريخية و كتب الفلسفة و المجلدات العلمية ( التي قد تكون مملة او صعبة القراءة و الفهم ), يمكننا ان نهملها مؤقتاً اثناء السفر, و اخيار كتب ابسط و اسهل و اكثر متعة.
كالقصص القصيرة او دواوين الشعر او الروايات.
لكن هذا يعتمد على مدة السفر, فكلما زادت مدة السفر ( شهر او اكثر ) سيكون عليك الإلتزام بقائمة القراءة الخاصة بك, و ستضر للتنازل عن القليل من المتعة في سبيل الحصول على الفائدة و عدم إضاعة الوقت.
تلخيصاً, القراءة قد تكون وسيلة قوية لتحسين رحلة السفر و الإستفادة منها.
لكنها ايضا يمكن ان تكون عائق يمنعك من إستغلال وقتك بالطريقة المثلى و الإستفادة القصوى من رحلتك ... لذا قرر بتأني.
في النهاية, ان لم يساعدك المقال على إختيار كتبك في رحلتك ... لا داعي للحيرة و التوتر, فقط اغمض عينك و مرر يدك على مكتبك ثم قم بإختيار كتاب عشوائياً, و ضعه في الحقيبة بدون اختلاس النظر ايضاً... هنيئاً لك, لقد اخترت الكتاب المثالي لرحلتك القادمة.
- وسيلة التنقل
- وجهة السفر
- مدة السفر
لكن على ان " اتفلسف " قليلاً وانصح النصيحة التالية قبل ان ابدأ في شرح كل من العوامل بالتفصيل:
ان كنت ستسافر مكان جديد ( سواء داخل او خارج البلد التي تقيم بها ) و ان كانت مدة سفرك قصيرة نسبياً ( اي اسبوع او اقل ) انصحك بأخذ " إستراحة " من القراءة, او بالأحرى عدم مضيعة هذا الوقت القصير الثمين في القراءة.
قد تبدو هذه النصيحة غريبة – خصيصاً من قرائ شره مثلي – لكن الحقيقة ان احد الفوائد العديدة التي تقدمها لنا القراءة هي ان نتعرف على ثقافات مختلفة, و نقابل اشخاص جدد, ونذهب الي اماكن لم نذهب اليها من قبل...
وبما انك ( اثناء السفر ) لديك الفرصة المثالية لفعل كل هذا, لماذا لا تستمتع به في الواقع عوضا عن الإستمتاع به على الورق ؟
فلتذهب وتتجول في هذه المدينة و ترى اماكن جديدة, ولا بأس ان تضيع قليلا. قابل اناس جدد واسألهم عن ميزات و عيوب العيش في هذا المكان. ثم انهي الجولة بوجبة شهية من احد المطاعم الشعبية المشهورة في المنطقة.
اظن انك بهذا ستستغل كل دقيقة للإستمتاع برحلتك و إثراء تجربتك.
لكن بما ان السفر لا يكون دائما الى اماكن جديدة او " مثيرة ", كما ان هناك بعض العوامل التي قد تمنع المسافر في التجوال بعيدا عن محل إقامته كحالة الجو او الأمان ( او بالأحرى عدمه ) ... تكون القراءة احيانا خيار ممتاز اثناء السفر.
لذا فلنبدأ بتوضيح العوامل الثلاث الذين ذكرتهم سابقاً.
1- وسيلة التنقل: سيساعدك كتاب جيد في قتل الوقت و تخطي الملل ان كنت ستسافر برا ( بالسيارة او القطار ... الخ ) و خصيصا ان كانت الرحلة ستستغرق ساعات طويلة.
و في هذه الحالة انصح بإحضار رواية كرفيق في الطريق, فمعظم الروايات تحمل عنصر الإثارة, مما سيساعدك على نسيان النظر للساعة والأنهماك في القراءة بنهم صفحة تلو الأخرى.
وقد مررت بتلك التجربة اثناء سفري ( وحيدا ) من القاهرة الى مدينة دهب بجنوب سيناء, حيث يستغرق الوصول برا من 8-9 ساعات. و برغم من اني غفوت قليلاً و تأملت الصحراء قليلاً الا اني انتهيت من قراءة رواية كاملة من البداية الي النهاية ( 250 صفحة تقريباً ) في طريق الذهاب فقط.
2- وجهة السفر: وهنا اقصد البيئة و الجو, قد يبدو عامل غير مؤثر على نوعية ما تقرائه لكن وضع البيئة المحيطة في الحسبان عند اخيار الكتاب سيضيف للإثنان ( المكان و الكتاب ) الكثير من السحر.
وللتوضيح سأذكر تجربتي في نفس الرحلة المذكورة سابقاً.
كنت قد احضرت كتاب " شخصيات حية من الأغاني " ( يمكنك قراءة تقييمي للكتاب من هنا ) معي للرحلة, وعندما بدأت بالقراءة وجدت ان معظم احداث القصص في الكتاب تدور في الصحراء العربية, حيث يتم وصف الجفاف و حرارة الشمس و الطبيعة البدوية و ما الى ذالك.
وكنت حينها اخيم في احدى الأماكن النائية ( محمية طبيعية على ساحل البحر الأحمر ), لذا بدا ان الكتاب يصف الشمس فوق رأسي و الجبال التي خلفي و الرمال تحت قدمي, مدى تشابه البيئة في الكتاب و البيئة في الواقع جعل الخيال و الحقيقة يمتزجان بطريقة ساحرة جعلتني اشعر كأني بطل من ابطال القصص.
ولا اظن اني كنت سأمر بتجربة مماثلة ان كنت قرأت رواية تدور احداث قصتها في موسكو مثلاً.
لذا في حالة اختيار الروايات او القصص القصيرة, انصح بإختيار كتاب تدور احداثه في بيئة مشابه لوجهة الرحلة. مثلاً ان كنت ستذهب لمكان ساحلي يمكنك ان تختار كتاب تدور احداثة على جزيرة.
3- مدة السفر: وهنا سأفترض اننا نقرأ لهدفين فقط, المتعة و الفائدة.
( اعلم ان الإفتراض قد يكون غير دقيق لكن هدفه هو التبسيط. )
وللأسف الكتب التي تقدم المتعة و الفائدة في ذات الوقت نادره جداً, لذا علينا في معظم الحالات التنازل عن المتعة في سبيل الفائدة او العكس.
لكن اثناء السفر, في الأغلب نريد ان نسترخي و نستمتع بوقتنا و نتجنب اي ضغوطات, بالتالي يجب ان نوظف الكتب ايضاً بالطريقة الصحيحة لتحقيق هذا.
اي ان لا بأس ان نهمل بعض الكتب المفيدة كالمراجع التاريخية و كتب الفلسفة و المجلدات العلمية ( التي قد تكون مملة او صعبة القراءة و الفهم ), يمكننا ان نهملها مؤقتاً اثناء السفر, و اخيار كتب ابسط و اسهل و اكثر متعة.
كالقصص القصيرة او دواوين الشعر او الروايات.
لكن هذا يعتمد على مدة السفر, فكلما زادت مدة السفر ( شهر او اكثر ) سيكون عليك الإلتزام بقائمة القراءة الخاصة بك, و ستضر للتنازل عن القليل من المتعة في سبيل الحصول على الفائدة و عدم إضاعة الوقت.
تلخيصاً, القراءة قد تكون وسيلة قوية لتحسين رحلة السفر و الإستفادة منها.
لكنها ايضا يمكن ان تكون عائق يمنعك من إستغلال وقتك بالطريقة المثلى و الإستفادة القصوى من رحلتك ... لذا قرر بتأني.
في النهاية, ان لم يساعدك المقال على إختيار كتبك في رحلتك ... لا داعي للحيرة و التوتر, فقط اغمض عينك و مرر يدك على مكتبك ثم قم بإختيار كتاب عشوائياً, و ضعه في الحقيبة بدون اختلاس النظر ايضاً... هنيئاً لك, لقد اخترت الكتاب المثالي لرحلتك القادمة.